السؤال:
هذه الرسالة وردت من الأردن، تقول صاحبة الرسالة: أنا الأخت أم وليد المقدادي، سكان مدينة عمان، أسال عما يلي: أولاً في أي وقت يتم قضاء الصلاة من الأوقات الخمسة التي لم يصلها الإنسان؟ أفيدوني.
الجواب:
الشيخ: إذا ترك الإنسان إحدى الصلوات الخمسة بعذر من الأعذار كالنسيان والنوم وما أشبه ذلك من الأعذار فإنه يقضيها متى زال ذلك العذر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك». ولما نام صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه عن صلاة الفجر وهم في سفر واستيقظوا بعد طلوع الشمس قضوها وقضاها رسول الله صلى الله عليه وسلم على صفتها، فإنه أَمَرَ فَأُذِّنَ لها ثم صلوا ركعتين، ثم صلاها كما كان يصليها كل يوم، ومعنى ذلك أنه صلاها جهراً، فعلى هذا لو وقعت مثل هذه المسالة لقوم مسافرين فإننا نقول لهم: افعلوا ما كنتم تفعلون في أيامكم الماضية. بمعنى يؤذن لصلاة الفجر وتصلى سنة الفجر ركعتين، وتصلى صلاة الفجر بقراءة جهرية، كما لو صلاها في وقتها، إلا أنه ينبغي في مثل هذه الحال أن يرتحلوا عن مكانهم، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ويصلوا في مكان سواه، أما إذا كان ترك الصلاة عمداً بدون عذر شرعي فهذه المسالة مما اختلف أهل العلم فيه، فقال بعض العلماء وهم الجمهور: يجب القضاء كما يجب على المعذور. وعليه إذا ترك الإنسان صلاةً حتى خرج وقتها عمداً وجب عليه قضاؤها. وقال بعض أهل العلم: إن من ترك الصلاة عمداً بدون عذر شرعي فإنه لا ينفعه القضاء ولو صلاها ألف مرة؛ لأن ذلك من تعدي حدود الله، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». وهذا -أي تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها- ليس عليه أمر الله ولا رسوله، فيكون مردوداً غير نافع. وعلى هذا الرأي -وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله- يجب على هذا أن يصلح عمله وأن يتوب إلى الله توبةً نصوحاً ويكثر من الاستغفار ومن الأعمال الصالحة التي تكفر عنه، وهذا القول هو الراجح عندي لأن أدلته أقوى من أدلة القائلين بوجوب القضاء.
النشرة البريدية
عند اشتراكك في نشرتنا البريدية سيصلك كل جديد يتم طرحه من خلال موقع وقناة إستبرق الإسلامية